التزامات الزوج اتجاه زوجته
حمد لله عز وجل، والصلاة والسلام على نبينا الحبيب سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
ماهي الالتزامات المالية للزوج اتجاه زوجته؟ |
1 – وجوب دفع المهر كاملا
لمهر هو حق لازم شرعا على الزوج دفعه لزوجته في إطار عقد الزواج تحت طائلة البطلان (القرآن الكريم السورة4 -الآية 24 ، وصحيح مسلم، الحديث رقم 1218)
لا يحق المهر إلا للزوجة، ولا يمكن التنازل عنه ويمكن التصرف فيه بحرية (القرآن الكريم السورة4- الآية4 )
2 – وجوب دفع النفقة كاملة
يقع على عاتق الزوج دفع جميع نفقات زوجته ومنزله (القرآن الكريم السورة4 – الآية 233 و السورة4 – الآية34 )
تجمع كل المذاهب القانونية الإسلامية على التأكيد على الطابع الإلزامي لتحمل الزوج النفقة. وفي حال رفضت الزوجة معاشرة زوجها ونشوزها، فتفقد هذا الحق.
غير أنه يمكن للزوجة التنازل بإرادتها على النفقة، بصورة جزئية أو كلية، بغرض مساعدة زوجها
3 – وجوب أو تأييد (المتعة)
المتعة هي نفقة يمكن للزوج أن يدفعها لطليقته بعد الطلاق (القرآن الكريم السورة2 -الآية 236 و السورة2 -الآية 241)
والمبلغ غير محدد وعليه يجوز للزوج أن يدفع ما يراه مناسبا.
هذا الهدية إلزامية في المذهب الشافعي وحده وموصى بها (مندوبة) دون أن تكون إلزامية في المذاهب الأخرى.
4 – المساواة في معاملة الزوجات
يجب على الزوج في إطار الزواج المتعدد الزوجات، معاملة زوجاته بعدل فيما يتعلق بتقسيم الأدوار (أي الوقت الذي يقضيه مع كل واحدة منهن)، والنفقة على المأكل والملبس (القرآن الكريم السورة 4- الآية 3) (حديث أبو داود رقم 2133).
الإنصاف لا يعني المساواة التامة لأنه على الزوج أن يمنح كل زوجة ما تحتاجه فيما يتعلق بجميع النفقات وقد يكون لدى إحداهن احتياجات غير الأخريات (القرآن الكريم السورة 4- الآية 129).
تتجلى المساواة في المعاملة في ضمان الإنفاق بما يكفي على كل من الزوجات.
ما هي الالتزامات الأخلاقية والسلوكية للزوج اتجاه زوجاته؟ |
توجب الشريعة على الزوجة أن تطيع زوجها في مجمل العلاقة الزوجية. ولا تكون هذه الطاعة إلا في المسائل والأعمال الجائزة شرعا. ولا تجوز الطاعة فيما يخالف ما أجازه الله عز وجل. (القرآن الكريم السورة 4 -الآية 34)
لا يعني ذلك التسلط التعسفي بل إدارة سليمة وعادلة لشؤون الأسرة (صحيح البخاري، الحديث رقم 5200 ، وصحيح مسلم، الحديث رقم 1829)
بالإضافة إلى أنه من المستحب والأفضل للزوج أن يستشير زوجته في اتخاد بعض القرارات وذلك بغية تقوية العلاقات في إطار الزواج.
2 – وجوب أداء الواجبات الزوجية.
على الزوج أن يؤدي للزوجة حقها في المعاشرة، وفي حال عجز الزوج عن المعاشرة، أيا كانت الأسباب، جاز للزوجة أن تطلب الطلاق طبقا لجميع المذاهب القانونية السنية.
ولا يجوز للزوج أن يتوقف بعدها عن أداء التزاماته الزوجية، وعليه أن يعمل على تأدية حق زوجته في العلاقة الحميمية (صحيح البخاري، الحديث رقم 1975 وصحيح مسلم، الحديث رقم 1159).
3- *وجوب الامتناع عن إساءة المعاملة الجسدية والمعنوية.
على الزوج الامتناع عن إساءة معاملة زوجته جسديا ومعنويا امتناعا تاما، حتى في حالة نفوره منها. (القرآن الكريم السورة 4 -الآية 19)
لا يحق للزوج أن يعاقب زوجته دون مسوغ مشروع ودون اتباع الأحكام في هذا الشأن.
ويجوز للزوج أن يلتزم في عقد الزواج، إن أراد الزوجان، التنازل عن هذه الحقوق.
من الواجب حل الخلافات التي قد تنشأ خلال الزواج بسعة صدر واحترام.
4 – وجوب التحلي بالسلوك الحسن والمعاشرة بالمعروف
يجب على الزوج أن يحسن التصرف مع زوجته وأن يعاملها بمودة (القرآن الكريم السورة 4- الآية 19).
لا يجوز للزوج، وإن شعر بالحقد والاستياء اتجاه زوجته، أن ينتقص منها أو يقلل من شأنها، بل يجب أن يعاملها بلطف ورحمة أو يسرحها بإحسان، كما يشاء الله عز وجل (القرآن الكريم السورة 2- الآية229 والسورة 2- الآية 228).
يجب ألا يعمل الزوج على إيذاء زوجته (القرآن الكريم السورة 65- الآية 6).
تؤكد السنة أيضا على السلوك الحسن الذي ينبغي أن يتصف به الزوج اتجاه زوجته (صحيح البخاري، الحديث رقم 3331- 5185- 5186- 3331- صحيح مسلم، الحديث رقم 1468، وفي سنن ابن ماجه، الحديث رقم 3688).
وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه على الزوج أن يحسن التصرف مع زوجته (رواه الترمدي في الحديثين رقم 1162 و 3895)
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الزوج بصفته رب الأسرة المحب وليس المتسلط بأي حال من الأحوال، أن يطلب مشورة زوجته قدر الإمكان (القرآن الكريم السورة 4-الآية 19 ، والسورة 65-الآية 6).
5 – وجوب إرشاد الزوجة إلى السلوك الديني القويم
يتحمل الزوج مسؤولية إرشاد زوجته وجميع أفراد أسرته نحو احترام ممارسة الدين الإسلامي والتحلي بالخصال الفاضلة (القرآن الكريم السورة 66-الآية 6) (صحيح البخاري، الحديث رقم 7138، وصحيح مسلم، الحديث رقم 1829)
6 – وجوب احترام شروط الزوجة
على الزوج أن يحترم شروط الزوجة الواردة في عقد الزواج احتراما تاما.
“أحق ما أوفيتم من الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج.”
صحيح البخاري، الحديث رقم 5151، وصحيح مسلم، الحديث رقم 1418)
القرآن الكريم، السورة 5، الآية 1)
7 – وجوب العدل في قسمة الليالي.
في إطار الزوج المتعدد، من الواجب تقسيم الليالي بالتساوي بين مختلف الزوجات (القرآن الكريم السورة 4- الآية 19).
يجب على الزوج التزام الحياد في الوقت المخصص لزوجاته وكذلك في النفقات وطريقة التصرف بشكل عام.
لله أعلم وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.