العِدَة
حمد لله عز وجل، والصلاة والسلام على نبينا الحبيب سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
ما هي العِدَة؟ |
تفرض الشريعة الإسلامية على للزوجة التي فُسِخ زواجها، إما بسبب الطلاق أو الفسخ القضائي، إما بوفاة الزوج أو إلغاء الزوجة، فترة العِدَة وهي فترة زمنية لا يحل فيها للزوجة الزواج مرة أخرى بغير زوجها الأول إلا بعد انقضاءها.
وبشكل عام، فإن أي امرأة فُسِخ زواجها بعد الدخول بها تخضع للعدة (القرآن الكريم، الآية 228 من سورة البقرة).
وهذه المدة تُسمَّى “العِدَّة” في اللغة العربية.
وتختلف حسب الطريقة التي يتم وينتهي بها الزواج وكذلك حسب الحالة الشخصية للزوجة
والعدة هي استمرار الزواج، أي أنها فترة انتظار يمكن خلالها العدول عن الطلاق إذا لم يكن الطلاق بائنًا. ويظل الزوجان خلال هذه الفترة مرتبطين بصورة قانونية.
اتفقت كافة المذاهب الفقهية السنية على مبدأ العدة وتعد الاختلافات بينهم بشأن هذا الموضوع معدومة.
ما هي الحكمة من مشروعية العدة؟ |
ترجع مشروعية العدة لعدة أسباب
- التأكد من براءة الرحم، وتجنب اختلاط الأنساب فيما يتعلق بهوية الطفل في حالة زواج المرأة مرة أخرى
- مساعدة الأزواج والأسر والأمة على فهم أهمية عقد النكاح وقدسيته.
- في حالة الطلاق، تسمح فترة العدة بتقييم وإعادة النظر في الوضع الزواجي وقد تحدث مصالحة (رجعة).
- في حالة وفاة الزوج، تعتد المرأة التي تُوفّي زوجها عنها، فتعبر العدّة عن وفاء الزوجة لزوجها وحزنها عليه.
ما هي مدة العدة؟ |
تتوقف مدة العدة على العديد من المعايير المتعلقة بالحالة الشخصية للزوجة وطريقة انتهاء الزواج.
1– وضع المرأة الحامل
تنقضي عدة الحامل بوضع حملها (القرآن الكريم، الآية 4 من سورة الطلاق).
تستمر عدة المرأة الحامل حتى تضع أو حتى انتهاء مدة حملها الطبيعية، في المرحلة التي تُكَوَّن فيها أعضاء الجنين بصورة واضحة.
2- المرأة غير الحامل
هناك احتمالان ممكنان
- إما وفاة زوجها
- أو فسخ الزواج إما بالطلاق أو الفسخ القضائي
– وفاة الزوج
في حالة وفاة الزوج، تكون عدة المرأة أربعة أشهر وعشرة أيام بدايةً من يوم فقدانه (القرآن الكريم، الآية 234 من سورة البقرة).
- فسخ الزواج إما بالطلاق أو الفسخ القضائي
- وقوع الطلاق على الزوجة قبل الدخول بها
إذا وقع الطلاق على الزوجة قبل الدخول بها، ففي هذه الحالة لا تعتد المرأة (القرآن الكريم، الآية 49 من سورة الأحزاب).
وقد اتفقت المذاهب الأربعة السنية بالإجماع على هذا الموضوع.
وفقًا للمذاهب الحنفية والمالكية والحنبلية، إذا اختلى الزوج بزوجته بطريقة
تسمح بعلاقة جسدية بين الزوجين، فيكون ذلك بمثابة إتمام الزواج. وفي هذه الحالة، وجب على المرأة أن تعتد
أما وفقًا للمذهب الشافعي، فليس لذلك الأمر أي تأثير ولا يجب على المرأة أن تعتد.
- وقوع الطلاق على الزوجة بعد الدخول بها
تعتد المرأة التي وقع عليها الطلاق بعد الدخول بها لمدة ثلاثة قروء، سواءً كانت المرأة مسلمة أو كتابية (نصرانية أو يهودية) (القرآن الكريم، الآية 228 من سورة البقرة).
3- الزوجة التي اختفى زوجها
ينبغي أن تبدأ مدة العدة لمَن اختفى زوجها بعد مدة انتظار يحددها القاضي المسلم.
بعد انقضاء مدة الانتظار، تبدأ مدة العدة وتكون مدتها أربعة أشهر وعشرة أيام كالمرأة التي توفى عنها زوجها.
4 -المرأة ذات الحيض الطبيعي
بالنسبة للمرأة التي تحيض بطريقة طبيعية، فهي تعتد لمدة ثلاثة قروء (أي ثلاث دورات حيضية) (القرآن الكريم، الآية 228 من سورة البقرة)
يجب أن تكون الزوجة قد حاضت وطهرت ثلاث مرات.
5- الزوجة التي انقطع حيضها دون سبب معروف.
فترة العدة للزوجة التي توقف حيضها دون سبب معروف هي سنة كاملة، أي اثني عشر شهرًا.
6- الزوجة التي انقطع حيضها بسبب السن
تصل فترة العدة إلى ثلاثة أشهر بالنسبة للزوجة التي انقطع حيضها بسبب السن (القرآن الكريم، الآية 4 من سورة الطلاق).
الأحكام المتعلقة بفترة العدة في حالة الطلاق الرجعي |
- في حالة الطلاق الرجعي، يجوز للزوج قطع فترة العدة في أي لحظة والرجوع لزوجته لاستئناف الحياة معًا.
- تبدأ فترة العدة للزوجة من اليوم الذي وقع فيه الطلاق أو صدر فيه حكم الطلاق
- أثناء فترة العدة تبقى الزوجة في منزل زوجها حتى نهاية فترة العدة (القرآن الكريم، الآية 1 من سورة الطلاق).
- .يجوز للزوجة المطلقة أن تنكشف على زوجها أثناء فترة العدة.
- في حالة الطلاق الرجعي، تأخذ الزوجة النفقة من زوجها.
- أثناء فترة العدة، لا يجوز للمرأة أن تتزوج من زوج جديد أو تتلقى أو تقدم عرضا للزواج.
- تُطبق فترة العدة أيضًا على الزوجات اليهوديات أو المسيحيات.
ما هو حكم ترك فترة العدة؟ |
تمنع الزوجةَ المطلقة من الزواج من جديد في حال عدم امتثالها لفترةِ العدةِ
تتفق جميع المذاهب الفقهية على هذه المسألة
إذا تزوجت الزوجة المطلقة وتركت فترة العدة فهذا الزواج يعد باطلًا.
تبعات نهاية العدة في حالة الطلاق أو صدور حكم الطلاق. |
عند انقضاء فترة العدة يصبح الطلاق نهائيًا بلا رجعة.
لم يعد الزواج قائمًا ولا الواجبات الزوجية ولا إعالة الزوجة ولا منع الزوجة من الزواج من رجل آخر.
فتُعتبر الزوجة بالنسبة لزوجها “امرأة غريبة “
الله أعلم وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.