فسخ الزواج – الطلاق بحكم المحكمة، الطلاق
حمد لله عز وجل، والصلاة والسلام على نبينا الحبيب سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
- ينتهي زواج المسلم بأحد الطرق التالية:الطلاق بحكم المحكمة
- الطلاقأ
- ي شكلٍ آخر من أشكال الفسخ (الموت أو الخلع أو الردة، وما إلى ذلك)
ما هي نظرة الإسلام إلى الطلاق؟ |
الزواج أمام الله عز وجل يجمع بين الرجل والمرأة حسب تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية.
ويتلخص رأي الإسلام في الطلاق في الحديث التالي:
عن ابن عمرٍ رضي الله عنهما أن رسول ﷲ ﱠصلى الله ﱠعليه وسلم قال:
“إن أبغض الحلال عند الله الطلاق”
(مشكاة المسابح الحديث 3280)
لذلك يعتبر الإسلام أنه يجب على المرء أن يبذل كل ما في وسعه لتجنب الطلاق.
ومع ذلك، يكون الطلاق جائزًا وصحيحًا من الناحية الفقهية ولكن ينبغي الحذر واستخدامه فقط كملاذ أخير.
إذا رأى الزوجان أنه من المستحيل العيش معًا بعد فترة، فإن اختيار الطلاق هو أهون الضررين (القرآن الكريم، الآية 130 من سورة النساء).
ومع ذلك، يجب دائمًا محاولة الإصلاح (القرآن الكريم، الآية 35 من سورة النساء).
ما هو الطلاق من جانب واحد من الزوج؟ |
الطلاق من جانب واحد من الزوج هو جواز إنهاء الزواج وتجيزه الشريعة. ولا يجب على الزوج تبرير قراره ولا طلب موافقة زوجته ولا اللجوء إلى القضاء. ولا يلزم حضور شهود عند الطلاق. وتظل نفقة الزوجة على الزوج خلال فترة عدتها (العدة).
1- هناك عدة أنواع للطلاق
- الèطلاق الرجعي
يكون الطلاق رجعيًا إذا طلق الزوج زوجته للمرة الأولى أو الثانية. وفي هذه الحالات، يجوز للزوج مراجعة زوجته وتجديد الروابط الأسرية معها دون إبرام عقد زواج جديد بشرط أن يحدث ذلك خلال فترة العدة.
- الطلاق البائن بينونة صغرى
يقع الطلاق البائن بينونة صغرى بعد الطلقة الأولى أو الثانية عندما لا يراجع الزوج زوجته قبل نهاية فترة العدة. وفي هذه الحالة يصبح الطلاق نهائيًا. وفي هذه الحالات، يجوز للزوجين أن يتراجعا ولكن سيكون زواجًا جديدًا بعقد ومهر جديدين.
- الطلاق البائن بينونة كبرى
يقع الطلاق البائن بينونة كبرى عندما يحدث الطلاق للمرة الثالثة أو التطليق ثلاثًا في مرةٍ واحدةٍ (التطليق ثلاثًا بلفظٍ واحدٍ). في هذه الحالات، يجوز للزوجين أن يتزوجا مرة أخرى، ولكن يجب أولاً أن تكون الزوجة المطلقة قد تزوجت ثم انفصلت عن زوجٍ آخر (القرآن الكريم، الآية 230 من سورة البقرة) (صحيح البخاري 5261).
2- يتسم الطلاق بالسمات التالية
تفرض المذاهب الفقهية السنية الأربعة أربعة شروط ليكون الطلاق صحيحًا:
- يجب أن يكون الزوج بالغًا وعاقلًا
- يجب أن يكون الزوج لديه النية في تطليق زوجته
- يستحب أن يطلق الزوج زوجته في حالة طهارة، أي عندما تكون الزوجة غير حائض أو نفساء وقبل أن يستأنف الزوجان علاقتهما الزوجية (صحيح مسلم 1471، وصحيح البخاري 5258). ويصح طلاق الزوجة في غير حالة طهارة حتى ولو كان يكره ذلك. اتفقت المذاهب الأربعة في هذه المسألة.
- يجب على الزوج استخدام تعبير واضح شفهيًا أو كتابيًا.
ولا يلزم حضور شهود عند الطلاق.
3- تبعات الطلاق
- في حالة الطلاق الرجعي، يجوز للزوج إعادة النظر في قراره ومراجعة زوجته طالما أن فترة العدة لم تنته.
في حالة الطلاق البائن، يفسخ الزواج نهائيًا. ومع ذلك، ينبغي التمييز بين الطلاق البائن بينونة صغرى والبائن بينونة كبرى (انظر أعلاه).
ما هي أشكال الطلاق الأخرى الموجودة؟ |
– طلاق الزوجة لنفسها (طلاق التفويض)
يجوز للزوج تفويض زوجته في تطليق نفسها (القرآن الكريم، الآية 28 من سورة الأحزاب).
ويعرف هذا الطلاق باسم طلاق التفويض
في هذه الحالة، يجوز للزوجة أن تطلق نفسها وبدون أي تبرير محدد (صحيح البخاري 2468)
ولا يلزم أن يستند طلاق الزوجة لنفسها على خطأ من الزوج.
ولا يلزم صدور حكم قضائي.
يجوز النص على هذا التفويض وقت الزواج وإدراجه في العقد بشروط أو بدون شروط.
يجب على الزوجين إدراج هذا الاحتمال في العقد حتى يمكن استخدامه.
للزوجة الحق في تطليق نفسها بإذن مسبق من زوجها.
في جميع الأحوال وبحسب المذاهب الفقهية يحتفظ الزوج بحقه في الطلاق.
يقدم موقع nikahcontract.com استخدامين لطلاق الزوجة لنفسها (طلاق التفويض).
– النوع الأول، الموجود في جزء الطلاق من العقد، هو الطلاق العام، أي الطلاق دون مبرر أو شرط أو حد زمني، ويجوز للزوجة استخدامه في أي وقت.
– والنوع الثاني: هو الطلاق المشروط ولا يجوز للزوجة استخدامه إلا إذا لم يف الزوج بشرطٍ أو أكثر من شروط الزوجة المنصوص عليها في العقد.
2- التفريق بين الزوجين (الخلع أو الطلاق بالتراضي).
الطلاق بالتراضي هو اتفاق يفترق بموجبه الزوج والزوجة بشكلٍ نهائيٍ، سواءً بدفع مقابل مادي للزوج أم لا، إلا في المذهب الشافعي أو الخلع دون تعويض (القرآن الكريم، الآية 229 من سورة البقرة).
ويحق لكلٍ من الزوجين الشروع في هذا الإجراء.
ويجوز إجراء الخلع دون تدخل أي جهة، لأنه فسخ بالتراضي
بين الزوجين، ويفضل النص عليه في عقد الزواج.
وهو طلاق دون ارتكاب أي خطأ، بمعنى أنه لا يلزم إثبات أي خطأ من جانب أحد الزوجين. وبالتالي، لا يلزم مراعاة الأسباب التي دفعت إلى الخلع.
ويجوز أن تدفع الزوجة للزوج عند الخلع كل ما يحتمل أن يكون مهرًا من الزوج، أي كل ما له قيمة نقدية.
3- الوفاة
بوفاة أحد الزوجين، يُفسَخُ الزواج نهائيًا وينشأ عنه وجود ميراث من الزوج المتوفى. إذا مات الزوج وجب على زوجته أن تعتد لمدة 4 أشهر وعشرة أيام (القرآن الكريم، الآية 234 من سورة البقرة)
وتنتهي فترة العدة للحامل بمجرد وضعها (القرآن الكريم، الآية 4 من سورة الطلاق)
4- الغياب
لا يؤدي غياب الزوج لفترة طويلة إلى إنهاء الزواج تلقائيًا.
ويجوز للزوجة بسبب ذلك إما:
- أن تطلب الطلاق بعد فترة معينة (بعد عامين أو 5 أعوام حسب المذاهب الفقهية).
- أو أن تظل متزوجة دون طلب الطلاق
5- الردة
لردة هي الكفر وبالتالي ترك الدين الإسلامي.
في حال ردة أحد الزوجين قبل الدخول، اتفقت المذاهب الفقهية السنية الأربعة على إعلان فسخ الزواج على الفور.
في حال ردة أحد الزوجين بعد الدخول:
- يقرر فقهاء الحنفية والمالكية أن الطلاق يحدث بصورة فورية.
- ويرى فقهاء الشافعية والحنابلة أن الانفصال النهائي مرهون بإتمام فترة العدة للزوجة لأن ردة الزوج أو الزوجة يُنهي الزواج. وإذا رجع الزوج المرتد إلى الإسلام في فترة العدة، يظل الزواج صحيحًا.
إذا لم يعد الزوج إلى الإسلام أثناء فترة العدة أو في نهايتها، يُصبح الانفصال نهائيًا.
6- فسخ الزواج من قبل القاضي
في حال أن الزوجة لا تتمتع بحق تطليق نفسها، فقد سمحت لها معظم المذاهب الفقهية، في حالات معينة ووفقًا لقيود محددة، بطلب الانفصال عن زوجها أمام المحكمة الشرعية (سنن ابن ماجه 2340).
وتتجلى أهم هذه الحالات فيما يلي: عيوب جسدية خطيرة أو عدم دفع النفقة أو الغياب لفترة طويلة، وكذلك الخلاف (وفقًا للمذهب المالكي) أو عدم الالتزام الشروط المنصوص عليها في العقد (وفقًا للمذهب الحنبلي).
7- إجراءات الطلاق المتبعة بصورة قليلة
على الرغم من أن صور الطلاق هذه تجد أصلها في القرآن الكريم، فمن المحتمل أن تكون هذه الإجراءات قد تم التخلي عنها منذ فترةٍ طويلةٍ أو لم يتم استخدامها إلا قليلاً.
وهي:
- اللعان (القرآن الكريم، الآية من 6 إلى 9 من سورة النور)
- الإيلاء (القرآن الكريم، الآية من 226 والآية 227 من سورة البقرة)
- الظهار (القرآن الكريم، الآية من 1 إلى 4 من سورة المجادلة والآية 4 من سورة الأحزاب)
هل هناك نفقة للزوجة في حالة الطلاق؟ |
نعم، هناك نفقة وقد ُسُمِّيت في القرآن الكريم بالمتعة. ويمكن تعريفها على أنها هدية وتعويض ومبلغ مقطوع يدفع في حالة الطلاق ووفقًا لمدة الزواج (القرآن الكريم، الآية 236 من سورة البقرة).
وهي واجبة عند الشافعية ولكن دون مبلغ مفروض.
وتعتبر نفقة المتعة اختيارية ولكنها مستحبة في المذاهب الفقهية الثلاث الأخرى، ألا وهي الحنفية والمالكية والحنابلة
من ناحية أخرى، يجوز اعتبار فترة العدة التي يجب على الزوج خلالها دائمًا تحمل نفقات زوجته على أنها شكل من أشكال النفقة المؤقتة (القرآن الكريم، الآية 6 من سورة الطلاق).
ومع ذلك، فإن الزوجة المطلقة طلاقًا بينًا لا رجعة فيه لا يحق لها التمتع بالسكن أو بأي شكل من أشكال النفقة (صحيح مسلم 1480).
كما يجوز أن يتفق الزوجان على تمديد فترة النفقة في الوقت المناسب إذا رغبا في ذلك ومن المستحسن إدراج ذلك في عقد الزواج.
الله أعلم وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.