موانع الزواج الدائمة
الحمد لله عز وجل، والصلاة والسلام على نبينا الحبيب سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم
الموانع الدائمة هي محظورات نهائية للزواج بطبيعتها، أي لا يمكن أن تصبح شرعية.
لا تختلف المذاهب السنية بشكل كبير فيما يتعلق بموانع الزواج الدائمة.
تشتمل موانع الزواج الدائمة على:
➤ قرابة الدم
- المحرمات بالنسب
- المحرمات بالرضاعة
➤ قرابة المصاهرة من ذوي القرابة المباشرة
قرابة الدم |
1 – الموانع بالنسب
النساء المحرمات بالنسب 7 وهذه الموانع تستند إلى القرآن الكريم في الآية 23 من سورة النساء.
‘’حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ”
(القرآن الكريم، الآية 23 من سورة النساء)
لا يجوز لأي رجل أو امرأة، حسب الحالة، أن يتزوج من أقارب الآخر سواء كان:
- والدته أو والدها؛
- جدتها أو أسلافها من جانب الأب أو الأم وإن علوا أيًا كانت درجتهم؛
- ابنته أو ابنها وحفيدته أو حفيدها وإن سفلوا؛
- أخته أو أخوها من نفس الوالدين أو أخته أو أخوها من نفس الأب وأخته أو أخوها من نفس الأم؛
- ابنة أخيه أو أخته أو ابن أخيها أو أختها، وإن سفلوا أيًا كانت درجتهم من هذا الأخ أو هذه الأخت؛
- عمته أو عمتها من جانب الأب وإن علوا؛
- خالته أو خالها من جانب الأم وإن علوا
2- الموانع بالرضاعة
بالنسبة للفقه الإسلامي، ينتج عن الرضاعة الطبيعية صلة قرابة حقيقية وتحرم ما يحرمه النسب وقرابة المصاهرة.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ مَا يَحْرُمُ مِنَ الْوِلاَدَةِ”
(صحيح مسلم 1444)
في الفقه الإسلامي، يأخذ الطفل من الرضاعة حكم ابن المرضعة وزوجها. يأخذ الطفل المُرضع وحده حكم ابن المرضعة وزوجها ولا يأخذ حكم إخوة الرضيع وأخواته.
لذلك فإن الرضاعة الطبيعية تشبه قرابة الدم.
المفهوم ليس هو نفسه وفقًا للمذاهب الفقهية.
- يرى المالكية أن هذه القرابة تثبُت بمجرد الرضاعة. وتتم الرضاعة لمدة 24 شهرًا من الولادة. وللحنفية نفس موقف المالكية.
- لكن يرى الشافعية والحنابلة أن صلة القرابة تثبُت فقط في حالة إذا رضع الطفل خمس رضعات مُشبعات. وتتم الرضاعة لمدة 24 شهرًا من الولادة.
المنع بسبب المصاهرة من ذوي القرابة المباشرة |
المصاهرة هي العلاقة التي تربط أحد الزوجين بأقارب الآخر.
القرابة المباشرة هم جميع الأسلاف (الأب والأم والجد والجدة) والأحفاد (الابن والابنة والحفيد والحفيدة) لنفس الشخص.
إذا كانت المصاهرة من ذوي القرابة المباشرة فهو من الموانع الدائمة، لكن إذا كانت المصاهرة من ذوي القرابة غير المباشرة (الإخوة والأخوات والأعمام والعمات وأسلافهم وأبناء عمومتهم) فهو منع مؤقت.
فعلى سبيل المثال، يُحرم الزواج بين الزوج وأم الزوجة أو ابنتها. ويبقي هذا الزواج مُحرمًا حتى في حالة الطلاق أو وفاة الزوجة. وبالتالي، يُحرم زواج الرجل من أسلاف زوجته وذرياتها أيًا كانت درجتهم بشرط أن يكون قد دخل بها. (القرآن الكريم، الآية 23 من سورة النساء)
أما الزوجة فيُحرم عليها الزواج من والد زوجها أو ابنه حتى بعد فسخ الزواج، ولو لم يتم الدخول بها.
الله أعلم وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.